الساعة العاشرة صباحا ...... وفي احدى المدن ، البعيده ...... نوال
تسكن في بيت العائله عمرها بلغ ال 16 سنه قبل اسبوع ، اجتهدت
العائله في التجهيزات لعيد ميلاد ها .
بعد ذلك باسبوع كانت الأم منهمكة في إعداد الطعام وتنظيف المنزل ،
حينما دخلت عليها ابنتها نوال ومدت يدها لها بقصاصه ورقيه وعيناها
تلمع ذكاء وحيوية ، وتعتقد في قرارة نفسها انها اصبحت كبيره ولها
حقوق يجب ان تتلقاها ،
نوال تحب التلفاز كثيرا فهي تقضي جل وقتها
امامه ..... وحتى يقال عنها فتاة ( موديرن ) فهي لا تتابع الا
المحطات الاجنية ، وتدخل في كلماتها بعض الكلمات الاجنبيه .
أسرعت الأم ودونما تفكير وجففت يديها المبللتين بعد ان كانت تغسل
صحن نوال الذي اكلت فيه ، ثم راحت تقرأ ما كتبته ابنتها بخط جميل:
العنوان :فاتورة حساب مستحقه للتسديد --
فترة التسديد : في اسبوع من تاريخه دونما تاخير
المبلغ : مفصل كما يلي وبالدولار :
أجرة قيامي بتنظيف غرفتي -- عشرة دولارات
أجرة قيامي بجلي الصحون -- خمسة دولارات
لعنايتي بأخي الصغير أثناء غيابك -- ثلاثون دولار
مكافأة على علامتي الجيدة في المدرسة -- اربعون دولار
تطلعت الأم في عيون ابنتها ، التي بدا يظهر طيف من الوقاحة فيها فطاف بخاطرها وبكت دمعة حزينة وعادت بها الذاكره قليلا مجموعة من أحداث ماضيه ، مرت بخيالها كشريط سريع دون ان تراجعها فكتبت على نفس الورقة ، وفي سرعة البرق ويدها ترتجف وفؤادها مجروح :
لقدحملتك تسعة شهور-- مجانا
قاسيت الأم الحمل والولادة -- مجانا
اعطيتك اسمي ... مجانا
تحملت كلمات والدك الجارحه حين اتاه الخبر انك بنت ..... مجانا
قضيت الليل للعناية بك مريضة -- مجانا
رضيت بكل الهموم التي سببتها لي -- مجانا
علمتك الدروس وساعدتك في فروضك -- مجانا
اعتنيت بك وبنظافتك وألعابك وثيابك ومسح دموعك -- مجانا
مدت الأم الورقة لابنتها ،فلما قرأتها رمت بنفسها على صدر أمها خجلا وهي ترتعد وتراجع نفسها خجلا ، عيناها تجهش بالبكاء ، ودموعها تنزل كغزير المطر ثم كتبت
أسفل قائمة حسابها
(الحساب مدفوع -- مع الشكر)
قصه خفيفه عن الام وبنتها
هي ليست قطعة ادبية ولا قصيده شعريه ، ليست اكثر من حوار عقلاني
والاعتراف بحقائق قد تغيب عن البال احيانا في ازمة الحياة وتعقيداتها ،
في هذه الحظات يغفوا ميزان العقل ، ويكبوا ميزان القلب ، وتستيقظ فينا
نزعات شيطانيه تاخذنا الى عالم مبهم يعج برموز ليست لنا ، وثقافة
مستوردة لا تناسبنا ، في هذه اللحظات ننسى من نحب ولا نفكر الا في
ذاتنا الانانية فتجتاح العقل جيوش الانا ....... التي ما يلبث ان يستسلم لها .
اعرفتم لماذا كان تصرف البنت جارحا بهذا الشكل اتمنى الا نسبب الالم لمن نحب مستقبلا
كما اتمنى ان يفهم القصد الحقيقي من وراء تلك القصه .
بانتضار ارآئكم
تحياتي لكم